خسر فريق الاتفاق السعودي لقب بطولة الأندية الخليجية الثالثة والعشرين، وذلك في إياب المباراة النهائية التي جمعته بفريق الجزيرة الإماراتي على ملعب محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وجاءت الخسارة الاتفاقية بركلات الجزاء الترجيحية (8ـ9) بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بتقدم الجزيرة (3ـ1)، وكانت مباراة الإياب قد انتهت بفوز الاتفاق في الذمام (2ـ0)، ورفضت اللجنة الفنية للبطولة احتساب الهدف الذي سجله الاتفاق في آخر دقائق المباراة بهدفين مشيرة إلى أن اللوائح تشير إلى أن الهدف الذي يسجل في الأشواط الإضافية (وهو هدف سياف البيشي) لا يعتبر بهدفين ولا يحسب كبقية الأهداف التي تسجل في الأشواط الأصلية حيث يتم التعامل مع الأشواط الإضافية على أنها مباراة جديدة وهو القرار الذي احتج عليه الاتفاقيون كثيرا ورفضوا اللجوء لركلات الترجيح قبل أن يرضخوا للأمر الواقع في نهاية المطاف الذي ابتسم لفريق الجزيرة بنتيجة 9ـ8.
وكانت المباراة في أشواطها الأصلية قد انتهت بنتيجة (2ـ0) للجزيرة سجلت بواسطة: انتوني (د11) وعبدالسلام جمعة (د95) في الوقت بدل الضائع لتمتد المباراة لأشواط إضافية سجل بها الجزيرة هدفه الثالث عن طريق عبدالله قاسم (د101) قبل أن يسجل الاتفاق هدفه عن طريق سياف البيشي في آخر دقائق المباراة (د120)، لتكون الركلات الترجيحية هي الفاصلة في نتيجة المباراة.
وبعد نهاية المباراة توج فريق الجزيرة الإماراتي بلقب البطولة وحل الاتفاق ثانيا.
جاءت بداية المباراة سريعة وقوية واتضحت رغبة فريق الجزيرة بتسجيل هدف مبكر من خلال الهجوم المتواصل على المرمى الاتفاقي والاندفاع المنظم حيث شكل لاعبو خط الوسط مساندة فعالة لهجوم الجزيرة وخاصة العاجي توني الذي سبب إزعاجا للدفاع الاتفاقي وساهم في إيجاد فرص كثيرة للتسجيل، وفي المقابل فإن الحذر الاتفاقي كان واضحا بالطريقة التي لعب بها مدربه البرتغالي (توني) 5ـ3ـ2، غير أن ارتباك خط الدفاع تسبب في بعض الثغرات التي ركز عليها لاعبو الجزيرة، وافتقدت الجهة اليسرى للفريق الاتفاقي لتواجد لاعب الوسط الذي يمكنه مساعدة الظهير مشعل السعيد الذي أرهق كثيرا في هذا الشوط بسبب تركيز الجزيرة على الهجوم من هذه الجهة لاستغلال ضعف المساندة الاتفاقية من لاعبي الوسط، وكوّن لاعب الجزيرة أحمد دادا جبهة هجومية بمفرده من هذه الجهة وهيأ لمهاجميه عددا من الفرص الخطيرة، وكان من الطبيعي في ظل هجوم الجزيرة المتواصل أن تهتز الشباك الاتفاقية حيث توغل العاجي (انتوني) وسدد كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء لم يحسن الحارس الاتفاقي فيصل الخالدي التعامل معها لتسكن شباكه بشكل مفاجئ معلنة الهدف الأول لفريق الجزيرة(د11)، وواصل الجزيرة ضغطه لاستغلال الارتباك الذي كان عليه لاعبو الاتفاق غير أن محاور الارتكاز الاتفاقية الثنائي علــي الشهري والسنغالي روبيز ساهما بخبرتهما في تهدئه اللعب وقتل الهجمات الإماراتية الأمر الذي ضيق الخناق على لاعبي الجزيرة ولجأوا إلى التسديد من خارج منطقة الجزاء حيث عاد (انتوني) لتهديد المرمى الاتفاقي بكرة صاروخية أخرى تصدى لها هذه المرة القائم الأيمن لمرمى الخالدي (د29)، وكاد الاتفاق أن يدرك التعادل بعد أن انفرد إبراهيم المغنم بحارس الجزيرة صخيف غير أنه لعبها بتسرع وتهادت كرته لخارج المرمى (د32)،ورد (انتوني) بكرة صاروخية تصدى لها الخالدي بثقة (د33)، وتقدم الجزيرة للأمام بشكل مكثف وكاد أن يحرز هدفه الثاني بعد انفرادية كايو التي أنقذها الخالدي ببراعة (د39)، ويستمر نهج الجزيرة على ما هو عليه بالاعتماد على التسديدات من خارج المنطقة لفك التكتل الاتفاقي ويرسل (دياكيه) كرة قوية حولها الخالدي إلى ركنية (د41)،ولم ينجح الهجوم الاتفاقي في خلق مساحات له للتقدم وتهديد مرمى الجزيرة لينتهي هذا الشوط بتقدم الجزيرة بهدف.
وفي الشوط الثاني كاد الفريق الاتفاقي مع الدقيقة الأولى لهذا الشوط بأن يدرك التعادل بعد أن واجه البرنس تاجو المرمى على بعد خطوات ليرسل الكرة باستعجال لينقذها الحارس المتألق علي صخيف ويحولها إلى ركنية لتضيع فرصة محققة للفريق الاتفاقي من قدم تاجو (د46)، ويسعى الاتفاق إلى امتلاك منطقة المناورة حيث نجح بالمحافظة على الكرة لأكثر وقت ممكن وأشرك المدرب الاتفاقي صلاح الدين عقال بديلا للسلبي تاجو ولم يضف عقال أي جديد على طريقة اللعب الاتفاقية، وذهبت أغلب فترات هذا الشوط في منتصف الملعب حيث نجح الفريق الاتفاقي في الحفاظ على توازنه والتقدم بشكل منظم للأمام وسدد عقال كرة قوية حولها حارس الجزيرة إلى ركنية (د73)، وظهر المهاجم الاتفاقي صالح بشير بعد وقت طويل بكرة رائعة حيث تجاوز مدافع الجزيرة وهيأ الكرة لزميله البديل حسين النجعي الذي أرسلها قوية ليظهر الحارس المميز صخيف مرة أخرى وينقذ فريقه من هدف محقق(د79) وبينما ينتظر الاتفاقيون سماع صافرة الحكم للاحتفال بتحقيق لقب البطولة احتسب حكم المباراة الكويتي علي الجطلي 5 دقائق كوقت بدل ضائع لتحمل الدقيقة الأخيرة من هذا الوقت الفرحة للجزيرة بإدراكه الهدف الثاني (هدف التعادل في مجموع المباراتين) حيث أرسل لاعب الخبرة عبدالسلام جمعة كرة هائلة ومفاجئة سكنت المقص العلوي لمرمى الاتفاق لتتحول مجريات المباراة رأسا على عقب بعد هذا الهدف حيث امتدت المباراة لأشواط إضافية.تلقى الفريق الاتفاقي مع بداية الأشواط الإضافية ضربة موجعة حيث حصل مدافعه الأيمن راشد الرهيب على بطاقة حمراء بسبب التمثيل داخل منطقة الجزاء وحصوله على الكرت الأصفر الثاني (د96 )ليكمل الاتفاقيون المباراة بـ10 لاعبين، وازدادت الأوضاع سوءا على الاتفاقيين بعد أن سجل لاعب الجزيرة البديل عبدالله قاسم الهدف الثالث لفريقه من كرة مباغتة سكنت الشباك الاتفاقية دون أن يحرك الحارس الخالدي ساكنا مع زميله المدافع ماجد العمري(د101)، وكاد الجزيرة أن يزيد غلته من الأهداف بعد انفرادية انتوني الذي أنقذها الخالدي (د113)، إلى جانب كرة انتوني التي تهيأت له أمام المرمى ليطوح بها خارجا برعونة غريبة (د117)، ومثلما انتظرت جماهير الجزيرة صافرة الحكم جاءت المفاجأة عندما حطم مدافع الاتفاق سياف البيشي أفراح الجزيرة بهدف في آخر دقائق المباراة (د120) حيث انبرى لعرضية النجعي برأسه واسكنها الشباك بمباركة من محترف الجزيرة الهولندي الخبير كوكو لتنطلق الأفراح الاتفاقية التي لم يفسدها إلا قرار اللجنة الفنية المفاجئ الذي يقضي بلعب ركلات الجزاء الترجيحية على اعتبار أن الهدف في الأشواط الإضافية لا يعتبر بهدفين وهو الأمر الذي احتج عليه الاتفاقيون كثيرا قبل أن يتم لعب الركلات الترجيحية التي ابتسم بها الحظ لفريق الجزيرة وكسب المباراة بركلات الترجيح 9ـ8 حيث سجل للجزيرة لاعبوه (عبدالسلام جمعه وكوكو وانتوني ودياكيه وراشد عبدالرحمن وأحمد جمعة وصالح بشير) وأضاع له يوسف عبدالعزيز وعمران الجسمي، بينما سجل للاتفاق: سياف البيشي وروبيز والجمعان وعلي الشهري وماجد عبدالواحد وماجد العمري في حين أضاع صلاح الدين عقال وحسين النجعي ومشعل السعيد وقد كان أمام لاعبي الاتفاق (عقال والنجعي) الفرصة لتحقيق الفوز للفريق الاتفاقي ولكن الحظ وقف عائقا أمام تسجيلهم لركلاتهم الحاسمة.