شهدت مباريات العودة للدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا لكرة القدم يوم الأربعاء تأهل الوحدة الإماراتي إلى الدور نصف النهائي بعد تعادله بهدف لمثله مع مضيفه الهلال السعودي، في الوقت الذي ودع فيه كل من الكرامة السوري وصيف بطل النسخة الماضية وتشونبوك حامل اللقب منافسات البطولة.
فعلى ملعب الملك فهد في العاصمة السعودية الرياض وبحضور حوالي 70 ألف متفرج، نجح الفريق الإماراتي في الخروج بتعادل ثمين أمام الهلال بنتيجة 1-1، ليضمن تأهله إلى الدور نصف النهائي لتسجيله هدفاً خارج أرضه بعد أن كانت مباراة الذهاب في أبو ظبي قد انتهت بالتعادل السلبي.
تقدم الوحدة في الدقيقة 19 عن طريق نجمه إسماعيل مطر، قبل أن ينجح الليبي طارق التايب في معادلة النتيجة بإحرازه هدفاً قبل نهاية اللقاء بخمس دقائق.
ويلتقي الوحدة في نصف النهائي مع أصفهان الإيراني في 3 و24 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، بينما يلتقي في المواجهة الثانية أوراوا ريد دايموندز الياباني مع سيونغنام.
بدأ الهلال المباراة مهاجما بحثا عن هدف مبكر فبسط سيطرته على المجريات الربع ساعة الأولى، في حين اعتمد الوحدة على حماية منطقته والانطلاق بالهجمات المرتدة عبر محمد الشحي وإسماعيل مطر.
وكان أصحاب الأرض هم الطرف الأفضل والأكثر حصولا على الفرص وخصوصا في الشوط الثاني لكنهم تأخروا في إدراك التعادل الذي تحقق عبر التايب الذي دخل مع محمد الشلهوب في النصف الثاني من الشوط.
وكانت الفرصة الأولى في الدقيقة الثامنة للهلال، من ركلة حرة على بعد نحو ثلاثين مترا انبرى لها المدافع البرازيلي تافاريس وأرسل كرة قوية أبعدها الحارس المغربي نادر لمياغري ببراعة إلى ركلة ركنية.
ورد الوحدة في الدقيقة 12 بكرة قوية لبشير سعيد من الجهة اليمنى اثر ركلة حرة أيضا انقض عليها الحارس محمد الدعيع.
وفي مشهد شبيه بما حصل في مباراة السعودية والإمارات في كأس الخليج الثامنة عشرة في كانون الثاني/يناير الماضي، خطف إسماعيل مطر هدفا في الدقيقة 19 خلافا للمجريات حين وصلته كرة من هجمة مرتدة فسار بها أكثر من عشرة أمتار وسددها بيسراه من حدود المنطقة لتستقر في الزاوية اليسرى لمرمى الدعيع. (وكان مطر سجل هدف الفوز في مرمى السعودية في نصف نهائي "خليجي 18").
وسنحت فرصة ثمينة للهلال في الدقيقة 29 لإعادة الأمور إلى سابق عهدها عندما أرسل خالد العنقري كرة إلى ياسر القحطاني في الجهة اليمنى فتخلص من حيدر الو علي ثم تعرض إلى عرقلة من بشير سعيد فحصل على ركلة جزاء نفذها بنفسه فسدد الكرة قوية مباشرة بالقائم الأيمن.
وافلت مرمى الوحدة من هدف محقق في الدقيقة 36 إثر كرة من ركلة ركنية من الجهة اليسرى مرت أمام الجميع وتهيأت أمام خالد عزيز على باب المرمى مباشرة لكنه فوجئ بها وتابعها بتسرع على يمين المرمى.
وبعدها بثلاث دقائق، كاد مدافع الوحدة محمد خميس أن يتسبب في هدف ذد فريقه عندما أكثر من المراوغة فأفلتت الكرة منه وتهيأت أمام ياسر القحطاني الذي سددها قوية على يمين المرمى أيضا.
ودفع المدرب الروماني كوزمين أولاريو بالمهاجم الشاب احمد الصويلح بدلا من سعد ذياب في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط الأول أملا في إدراك التعادل الذي كاد يتحقق قبل ثلاث دقائق من نهايته عندما نفذ نواف التمياط ركلة حرة مرسلا كرة متقنة ارتطمت بالقائم الأيمن وتهيأت أمام تفاريس الذي تابعها برأسه على يسار المرمى.
ومع بداية الشوط الثاني، أوقف لمياغري مفعول كرة مفاجئة من رأس القحطاني اثر تمريرة من الجهة اليمنى، ثم سدد خالد عزيز كرة قوية قريبة من القائم الأيمن.
واخترق محمد الشحي في الدقيقة 63 من الجهة اليمنى وحضر كرة إلى إسماعيل مطر أمام المرمى لكنه تابعها عالية بمضايقة مدافعين.
وزج كوزمين بالليبي طارق التايب المبتعد منذ فترة بسبب الإصابة مكان خالد العنقري، ثم بمحمد الشلهوب بدلا من نواف التمياط.
وضغط الهلال وحاصر منافسه في منطقته وأهدر فرصا عديدة أمام المرمى تألق الحارس لمياغري في التصدي لمعظمها محافظا على نظافة شباكه، كانت أهمها كرة رأسية من احمد الصويلح في الدقيقة 80 أبعدها ببراعة إلى ركنية.
وأحرز التايب هدف التعادل للهلال عندما تسلم الكرة في الجهة اليسرى فتخطى مدافعا ووضع الكرة في الزاوية اليسرى لمرمى لمياغري.
وتواصلت سيطرة الهلال في الدقائق المتبقية فحصل على عدة فرص متتالية أخرها كان كرة قوية للشهلوب قريبة من القائم الأيسر في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، لكنه لم ينجح في تسجيل هدف الفوز ليفشل في التأهل للدور نصف النهائي.
أدار المباراة الحكم الكوري الجنوبي كونغ شول الذي طرد عبد الله النوبي قبل خمس دقائق من النهاية.
سيونغنام يطيح بالكرامة
وفي نفس الدور، أطاح سيونغنام الكوري الجنوبي بالكرامة السوري بفوزه عليه في في مدينة حمص السورية بهدفين دون مقابل ليفوز بنتيجة 4-1 في مجموع المباراتين.
سجل هدفي الفريق الكوري كل من موتا في الدقيقة التاسعة وكيم هون في الدقيقة 71، مني الكرامة بخسارته الرسمية الأولى على ملعبه منذ نحو عامين لم يعرف خلالهما طعم الهزيمة محليا وآسيويا.
جاءت المباراة التي أقيمت أمام نحو 25 ألف متفرج، متوسطة المستوى وكان فيها الكرامة الطرف الأفضل لكن عابه التسرع والعصبية في إنهاء الهجمات مما افسد عليه استغلال أكثر من فرصة مناسبة.
استهل الكرامة الشوط الأول مهاجما وسط انضباط دفاعي من الفريق الكوري الذي أغلق منطقته بكثافة عددية كبيرة مع الاعتماد على المرتدات عبر مهاجميه البرازيليين إيتمار وموتا، ودانت الأفضلية للمضيف الذي باشر التهديد بتسديدتين لزياد شعبو والسنغالي سانغو انحرفتا عن المرمى وثالثة لفراس إسماعيل في متناول الحارس الكوري.
وعلى عكس المجريات ومن هجمة مرتدة حصل سيونغنام على ركلة حرة في الدقيقة التاسعة أرسلها البرازيلي موتا في سقف المرمى مفتتحا التسجيل.
وضغط الكرامة بكل ثقله عبر تهديدات من سانغو وشعبو وعاطف جنيات وأتيحت له فرصة التعديل عندما احتسب له الحكم الإماراتي علي حميد ركلة جزاء في الدقيقة 29 اثر عرقلة شعبو داخل المنطقة فانبرى لها سانغو وتصدى لها الحارس الكوري، لكن الحكم أمر بإعادتها لتحرك الأخير قبل تنفيذها وعاد سانغو وسددها ضعيفة فتصدى لها الحارس مفوتا فرصة التعديل على الكرامة.
واستمر الكرامة في محاولته الهجومية وتصدى الحارس الكوري لكرة قوية سددها سانغو الذي عاد وأرسل كرة قوية أخرى برأسه جاورت المرمى قبل أن ينهي البرازيلي موتا الشوط الأول بكرة رأسية علت مرمى الكرامة.
وفرض الكرامة سيطرته في الشوط الثاني وهدد مرمى ضيفه بكرة قوية لسانغو انحرفت قليلا عن المرمى وكاد البرازيلي لاندرو الذي شارك بدلا من سانغو يعادل لكن كرته القوية علت العارضة.
من جهته، اكتفى الفريق الكوري بالدفاع وبالتنفس من حين لآخر عبر الهجمات المعاكسة ونجح في تكرار سيناريو الشوط الأول عندما استفاد من هجمة معاكسة حصل على إثرها على ركلة ركنية وصلت منها الكرة للمهاجم غير المراقب كيم هيون الذي تابعها برأسه في المرمى مسجلا هدف فريقه الثاني.
واستشاط غضب جمهور الكرامة الذي قام بعضه برمي الزجاجات الفارغة على ارض الملعب مما اضطر الحكم إلى إيقاف المباراة نحو ثلاث دقائق قبل أن يستأنف اللعب من جديد وسط إحباط لاعبي الكرامة وارتفاع معنويات الضيف الذي كاد يعزز من كرة قوية لكين هون سيطر عليها حارس الكرامة مصعب بلحوس.
أطاح سيونغنام الكوري الجنوبي بالكرامة السوري من الدور ربع نهائي لدوري أبطال آسيا لكرة القدم بفوزه عليه في مباراة العودة التي أقيمت في مدينة حمص السورية بهدفين دون مقابل ليفوز بنتيجة 4-1 في مجموع المباراتين.
خروج حامل اللقب
في الوقت نفسه، فقد تشونبوك موتورز الكوري الجنوبي لقبه بطلاً لدوري أبطال آسيا بهزيمته أمام ضيفه أوراوا ريد دايموندز الياباني صفر-2.
سجل هدفي الفريق الياباني كل من تاتسيويا تاناكا في الدقيقة الثالثة وتشوي جين-تشول في الدقيقة 66 خطأ في مرمى فريقه.
وكان أوراوا قد فاز على أرضه ذهاباً 2-1، ليفوز بذلك في مجموع المباراتين بنتيجة 4-1
وكان تشونبوك قد كسر الاحتكار العربي للقب المسابقة بفوزه على الكرامة السوري في الدور النهائي للنسخة الماضية، وخلف العين الإماراتي بطل عام 2003 والإتحاد السعودي بطل عامي 2004 و2005.
وكان تشونبوك قد أعفي من خوض منافسات الدور الأول حسب لوائح المسابقة.
سيباهان يهزم كاوازاكي
وتابع أوراوا بالتالي طريقه إلى نصف النهائي مع سيباهان الإيراني الذي تغلب بدوره على مضيفه كاوازاكي فرونتال الياباني 5-4 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل صفر-صفر، وكان الفريقان قد تعادلا ذهاباً صفر-صفر أيضا في أصفهان.
ويلعب في وقت لاحق يوم الأربعاء، الكرامة السوري مع سيونغنام الكوري الجنوبي في حمص (فاز سيونغنام ذهابا 2-1)، والهلال السعودي مع الوحدة الإماراتي في الرياض (تعادلا ذهاباً صفر-صفر).
علماً أن سيباهان سيلعب في نصف النهائي مع المتأهل من الهلال والوحدة، بينما يلتقي أوراوا مع المتأهل من الكرامة و سيونغنام.
يذكر أن بطل دوري أبطال آسيا سيشارك مباشرة في بطولة العالم للأندية التي ستقام في كانون الأول/ديسمبر المقبل.
المصدر
الجزيرة الرياضية
